في عصر النهضة في القرن الخامس عشر استفاد الفنان من القوانين الرياضية والإكتشافات العلمية، ومن هذه الإكتشافات ”علم المنظور الهندسي“ وذلك لإكساب اللوحة الأحساس بالحركة في فراغ اللوحة ومنح منطقية بصرية للإشكال، كما تم اكتشاف التصوير الزيتي الذي أدى إلى تمكن الفنان من اظهار البراعة والدقة في التفاصيل.وفي العمارة خلت عناصر المباني من توظيف الزخرفة والحيات، كما ساد عنصر التماثل بين اجزاء المبنى، وقد نادى فتروفيوس بأن تطبق النسب الإنساية على العمارة بصفتها المثل الأمثل مما أوجد الرابط بين الإحساس العضوي للجمال والأحساس الهندسي.
نحت تطور في طرق التنفيذ والتعبير الدرامي، وقد استقلت التماثيل عن العمارة في هذه الفترة، كما راعى النحات النسب التشريحية، كما استفاد الفنانون من ”القطاع الذهبي“ وفيه: النسبة بين الجزء الأصغر والأكبر تساوي النسبة بين الجزء الأكبر والكل (8:5، 13:8، 21:13 وهكذا).كما استفاد النحاتون أيضا الصيغة التي قدمها النحات الأغريقي ”بوليكليتوس“ في نسب الجسم الذكوري، حيث أن وحدة الرأس هي واحدة من عشر واحدات متساوية ونصفلقد تميزت فنون عصر النهضة بتقدير مبدأ ”محاكاة الطبيعة“ وقاموا بدراسات متأنية للطبيعة، وتدل التخطيطات التي تركها ليوناردو على ولع الفنان بمثل هذا التوجه. فقد كتب ”البيرتي“ (1435م) يقول: ”إن الرسام المجد يستمد جميع ملاحظاته من الطبيعة، ويجتهد في أن يصور الأشياء المرئية..“ كما سادت نظرية المحاكاة في التفكير الجمالي والنقدي من خلال نظرية ارسطو إذ كشف أن وظيفة الفن هو تقليد الطبيعة في تسامي، وليست مهمة الفنان نقل الطبيعة كما هي في الواقع، بل يتعدى ليصل إلى خلق صورة أو نموذج يخضع للقوانين الطبيعية.